كنت قد اخترت عنواناً لهذا المقال هو (الى متى الصمت يا ابناء فتح ؟؟!!) الا انني وبعد الانتهاء من كتابة المقال قررت ان يكون مقالاً كما هو الفلسطيني بلا عنوان وذلك لأننا اصبحنا في زمن اصبحت فيه المنفعة والمصلحة الشخصية هي الاساس واصبح النفاق والعهر السياسي سمة المرحلة ولهذا قررت ان يكون مقالاً بلا عنوان موجه الى مجهول!! لأنني شخصياً لم اعد اعرف الى من اوجه هذا الكلام:
للمناضلين الذين ابعدوا عن مواقعهم ورضخوا لما جرى بحقهم دون ان يحركوا ساكناً واضاعوا كل سنوات كفاحهم ونضالهم وتركوا الساحة خالية للمارقين والمرتزقة ليعبثوا فيها!!
ام للمناضلين الذين ابتعدوا حرصاً على عدم المشاركة في تدمير الحركة وبالرغم من ذلك فمغتصبي الحركة يسيروا بها نحو الهلاك!!
ام للمناضلين الذين رضخوا وفضلوا تحقيق مصالحهم الشخصية على مصلحة الوطن والشعب وباعوا كل تاريخهم المشرف مقابل الفتات والذين تمردوا على اسيادهم عندما تضررت مصالحهم في الانتخابات التشريعية ثم تراجع البعض منهم عندما فصلوا من فتح واستجدوا المحكمة الحركية الرأفة بهم.
ام لمدعي النضال والثورية والتصحيح وما اكثرهم في هذا الزمن الرديء والذين يتلونوا حسب الظروف حيث ان تشابك الامور واختلاطها جعلهم يتحركوا بحرية ويحافظوا على مواقعهم والتأرجح بين تأييد مغتصبي فتح وإنتقاد المظاهر السلبية والامراض التنظيمية والفساد والمطالبة بالتصحيح !!؟؟
ام للإنتهازيين والمنتفعين من اصحاب المصالح الذين تتضرر مصالحهم في بعض الاحيان، ولهذا نراهم بين الفينة والاخرى ترتفع اصواتهم بإعتراضات شكلية على بعض الإجراءات والممارسات التي يقوم بها مغتصبي فتح لا لشيء الا لأنه تم إستثنائهم من التعيينات والترقيات التي يتم توزيعها على بعض إزلامهم، لأنه لا يمكن إرضاء جميع اللاهثين وراء ذلك.
أقول لكل هؤلاء: الحركة خطفت وأغتصبت ويريد مغتصبوها ان تسير في إتجاه اخر غير الذي انطلقت به، والوقت اصبح ملائماًً لتحقيق ذلك، وهذا ليس تجني على احد بل هو ما يجري الاعداد له في المؤتمر الذي بالتأكيد لن يتم إقرار عقده قبل ان يتأكدوا من انهم سوف لن يضمنوا عودتهم الى اللجنة المركزية فقط، بل والسيطرة على فتح بالكامل والسير بها في الطريق الذي رسموه وبأسم الديمقراطية، وسوف اسوق لمن لم يقرأ او يحاول ان يتجاهل الحقيقة الخبر الذي ورد في العديد من الصحف يوم الاحد 19/1/ 2008 والذي بالتأكيد لم يأتي من فراغ.
إقتباس: ((..... وتشير البوصلة الوقتية الي ان المؤتمر تقرر مبدئيا ان يعقد في مطلع شهر حزيران (يونيو) المقبل وبحضور 500 شخصية فتحاوية علي الأكثر أغلبها من داخل الأرض الفلسطينية مع مئة شخصية علي الأكثر من كوادر الحركة خارج فلسطين ....
وتنشغل الكوادر الأساسية في مؤسسات الحركة وأقاليمها حاليا بتحديد جدول أعمال المؤتمر الحركي الأساسي حيث يتوقع ان تحدد ثلاثة ملفات أساسية لمسار نقاشات المؤتمر الحركي وهي بالتتابع :ادخال شخصيات ودماء جديدة علي اللجنة المركزية للحركة وخروج بعض الشخصيات التاريخية أيضا مع تجديد الدعم لبرنامج الرئيس محمود عباس ولموقعه كرئيس موحد للحركة. أما البند الثالث فيتعلق باجراء تعديلات أساسية وجوهرية علي البرنامج السياسي للحركة